على هامش انتخابات التعاضدية العامة للتربية الوطنية التزوير سيد الموقف بامتياز

المتتبع لمشهد التصويت على مناديب رجال ونساء التعليم ضمن انتخابات التعاضدية العامة للتعليم بسلا يطرح العديد من الأسئلة التي تفرض ذاتها وهو تشده مشاهد التزوير والتلفيق التي لا هدف لها سوى التلاعب بإرادة الشغيلة التعليمية بسلا ووضع ما أمكن من العراقيل أمام الممثلين الحققيين لهذه الشغيلة وفسح الطريق أمام المنتفعين و الدجالين الذين يعتبرون هكذا محطات فرصا لا ينبغي تضييعها من أجل صيانة مصالحهم الذاتية وتحصين مواقعهم الإنتفاعية. أولئك الذين على ما يبدو اختلطت لديهم الأمور بين القيام بحملة مناسبة لنوع المنافسة المتعلقة بالتعاضدية وبين حملة نقابية أو جماعية، حيث بدل أن يوظفوا الحملة لطرح البرامج والرؤى وما يشكلونه هم من قيمة مضافة، بدل ذلك كله بذلوا الجهد وكل الجهد في خلق اللوبيات وأجواء التدليس والكيل بالقذف والسب للمرشحين الذين لم يوافقوهم في الخط ولا في استراتيجيات الفدلكة.
وبالتالي ما قيمة ما أفرزه تصويت اتسم بكل مواصفات الخروقات التي يندى لها الجبين؟ خروقات لم تقع حتى في أسوء فترات الانتهاكات, لتعرف سلا هذه المحطة الإستحقاقية وسط نخبة القوم “يا حصرا” تسريب ورقة التصويت “على عينيك أبنعدي” ونسخها وتعبيئها وتوزيعها على ضعاف المصوتين جاهزة لإلقائها في صندوق داخل فصل دراسي بمدرسة جمال الدين المهياوي تغيب فيه كل مقومات التصويت بما في ذلك معزل، وحتى ورقة التصويت في حد ذاتها لم تكن تحمل خاتم التعاضدية بما من شأنه أن يحميها من التزوير والنسخ.
الأدهى من كل هذا وما يبعث على التقزز هو اللجوء إلى التصويت المتكرر، لدرجة أنه بعد الفرز تم اكتشاف أن عدد الأوراق المدلى بها في الصندوق والتي عددها 722 ورقة يفوق و أكثر من عدد المصوتين الذي تم حصره في 713 مصوت “اللهم لا شماتة”. ينضاف إلى هذا غياب المحاضر، وعدم حراسة صندوق التصويت من التزوير حيث تم إخراجه من المؤسسة و إرجاعه في وقت لاحق.
أمام هذه النكبة الحقوقية الفريدة من نوعها بادر بعض المترشحين الذين احتجوا على هذا المشهد المسيئ لكرامة رجل التعليم إلى الإحتجاج والطعن في كل مكونات هذه العملية ونتائجها وعددهم 19 من ضمن 26 مترشحا إجماليا، وأوحت إدارة التعاضدية بنوع من التفهم لاحتجاجهم لكنها حسمت الموقف في ظلمة الليل الحالكة عندما اتفقت مع أصحاب سيناريو العبث الانتخابي بالاتفاق على تشكيلة ترضيها وترضيهم بقبولهم عضوية مدلل التعاضية، مقابل موافقتها على تشكيلتهم، هذا الاتفاق الذي تم فرضه كأمر واقع ضد رغبة و إرادة 19 معارض، ليتم الإعلان في سلا على قبر الديمقراطية والشفافية و تكريس الفساد الذي ينخر هيكل التعاضدية العامة للتعليم…