عندما يفتقد الزعماء بعد النظر

كثيرا ما يتساءل المواطن بمن فيه البسيط، ما الذي يدفع الزعماء إلى ارتكاب أخطاء قاتلة تجر عليهم ويلات النقد والمحاكمات؟ أين يكمن المشكل، هل في تكوينهم السياسي المحدود أم في انعدام التأطير لدى أحزابهم؟

أسئلة كهاته وغيرها تفرض نفسها و بإلحاح عندما يتابع الملاحظ تحركات ومشاريع الشوباني على سبيل المثال لا الحصر، فهو قيادي في الحزب الحاكم الذي عرف مؤخرا جملة من الأنشقاقات وسط قيادييه ومنخرطيه، و فضائح أخرى لينضاف لها صنيع الشوباني الذي يترأس جهة تعتبر مثالا للفقر و الخصاص على كافة الواجهات ويظهر فيها هو بمظهر البورجوازي المتنقل بسيارات الرفاه من نوع 4×4 وهذا ما أغاض الكثيرين، و في اخر منجزات هذا الرئيس مطالبته رئيس جماعة “المعاضيض” بإقليم أرفود تمكينه من كراء ما يناهز  200 هكتار من الأراضي السلالية بمنطقة الشياحنة لمدة قرن من الزمن وبثمن رمزي بدعوى إنجاز مشروع مربح للمنطقة.

هذا النمط من الاستثمار أثار حفيضة الكثيرين بمن فيهم الموالين لحزب الشوباني مما حدا به إلى التراجع على هذا المشروع، و هنا مربط الفرس، فكيف إذن لزعيم سياسي ينتمي لحزب حاكم أن يضع برمجة على هذه الشاكلة و هو يغيب عن ذهنه أن انتقادات ستلاحقه حيثما حل و ارتحل ليجبر بعد ذلك على التراجع و إلغاء المشروع؟ فأين يمكن تصنيف هذا التراجع في بوثقة العمل السياسي؟ و لماذا يقدم زعماؤنا على اتخاذ قرارات هم غير قادرين على التشبث بها و الدفاع عنها؟

من هنا يمكن اعتبار أن مثل هكذا أحداث و إجراءات لابد من استخلاص ما ينبغي منها من النتائج و العبر بما يمكن أن يغني تجارب زعمائنا ويغني البرمجة التأطيرية لأحزابنا إن كانت موجودة أصلا…