بلاغ المكتب الوطني للسلامة الصحية لم يقنع أحدا

تفاجأت العديد من الأسر المغربية بفساد لحوم أضحيات العيد مع مطلع اليوم الثاني إذ اكتسى اللحوم لون أخضر فاقع مرفوق بروائح كريهة وهو ما حدا بهذه الأسر إلى التخلص منها درءا لمخاطرها التسممية.

هذا وقد عجت مواقع التواصل الاجتماعي بمشاهد مصورة لهذه اللحوم الخضراء الفاسدة داخل أجهزة التبريد ترافقها تعاليق الغضب و الاستهجان و السخط من أساليب العلف و جشع الكسابة.

تجدر الاشارة إلى أنه ليست المرة الأولى التي تظهر فيها هذه الحالات المرضية للحوم الخرفان غير أنه يمكن الإقرار أن هذه السنة عرفت اتساعا و انتشارا لهذه الظاهرة .

و يرى بعض المهتمين بحقل تربية المواشي أن هذا راجع لاعتماد بعض مربي المواشي على العلف المغشوش منه المخصص للدواجن مع اعتماد عقاقير تساعد على انتفاخ حجم الخروف مع لجوء بعض الكسابة إلى تجويع الخرفان يومين قبل نزول السوق و مدها بالماء الشديد الملوحة وهو ما يعمل على خلق مظاهر للخرفان تسر الناظرين خاصة في صفوف الصردي، مع احتمال عدم وجود فترة زمنية كافية بين تلقيح الأغنام وذبحها. الملاحظ أن أغلب الشكايات التي تم تسجيلها في هذا المضمار جاءت من المناطق التي تزخر بتواجد ضيعات تربية الدجاج مثل طنجة و القنيطرة و الدار البيضاء و الجديدة، وهذا ما حدا برئيس الجامعة المغربية لحماية المستهلك إلى الدعوة لوضع نظام تتبع مصير نفايات وحدات إنتاج الدجاج على الطراز الأروبي للحيلولة دون استعمالها في علف الخرفان

من جهته أرجع المكتب الوطني للسلامة الصحية في بلاغ له أن أسباب فساد لحوم أضاحي العيد راجعة إلى عدم احترام الشروط الصحية للذبح و السلخ، و أن الأمر لاعلاقة له بحملات التلقيح المخصصة لقطعان الماشية، و أن ظهور اللون الأخضر على سقيطة الخروف راجع لتلوثها ببعض الباكتيريا التي تكثر في الصيف، يبقى التساؤل حول خلفيات عدم فساد اللحوم الحمراء المعروضة للبيع وسط غياب شروط السلامة في العديد من المذابح.

ومهما يكن يبقى على الجهات المسؤولة من وزارة وصية و المكتب الوطني للسلامة الصحية أن يعمقا البحث في هذه الظاهرة الجديدة على الأسر المغربية العريقة في تعاملها مع أضحيات العيد…