الوزيربنعتيق يعرض حصيلة المغرب حول الهجرة

في ظل ما يشهده الاقتصاد والثقافة حاليا من عولمة ناشئة، والتي ستزداد نمواً في المستقبل أصبحت حركات الهجرة رمزاً للتنقل والترابط المتنامين على المستوى العالمي، وفي هذا السياق جاءت الورشة الدولية حول “دور الشباب في مواجهة تحديات الهجرة” المنظمة يوم 27 أكتوبر 2017، بمقر منظمة الإيسيسكو بالرباط- المغرب.
الورشة الدولية تهدف إلى توفير منصة مشتركة للعمل والدفاع عن الحقوق والتعاون من أجل مساعدة صناع القرار والفاعلين في المجتمع المدني وغيرهم من الأطراف على وضع وتنفيذ سياسات كفيلة بتحقيق أقصى قدر من المنافع من حركات الهجرة ومساعدة الشباب على تحقيق إمكاناتهم البشرية.
في ذات المناسبة، قالت الدكتورة أمينة الحجري نائبة المدير العام لمنظمة للإيسيسكو، “أن هناك نوعان من الهجرة وهما القانونية والغير قانونية أو الغير شرعية حسب تعبير الإعلام، بحيث قد يكون هذا النوع من الهجرة اضطراريا أو طوعي، وتهدف محاور هذا الملتقى بالمغرب إلى إيجاد آليات التنسيق بين الجهات الفاعلة من أجل إيجاد الحلول لمواجهة التحديات التي تواجه الشباب المهاجر، كما يهدف الملتقى إلى تمكين الشباب المهاجر بالدول المستقبلة لهم واندماجهم في الحياة المستقبلية، بالإضافة إلى ذلك جعلها مناسبة لمواجهة وسائل الإعلام وانتقادها من أجل إيجاد حلول مشتركة والحد من المعاناة”.
وفي دور منظمة الإيسيسكو علقت أمينة الحجري، “أن المنظمة تتعاون مع منظمات أخرى دولية بشكل فاعل وهناك أيضا اتفاقيات تعاون مع منظمات دولية لإيجاد السبل والحلول لهذا النوع من المشاكل المتعلقة بالهجرة وتبنيها لمعالجتها، لذلك هناك دور فعال لمنظمة الإيسيسكو بخصوص هذا الجانب”.
عبد الكريم بنعتيق، الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة كشف ل -أصداء المغرب العربي- أن هذه “المبادرة جيدة ومهمة للتفاعل داخل المنظمة مع مختلف التجارب وفي نفس الوقت تقديم التجربة المغربية ذات مقاربة إنسانية شمولية والتي تتعامل مع الهجرة ليس بمنطق الرفض أو القطيعة، ولكن بتدبير التعقيدات الحالية وفي نفس الوقت إيجاد حلول وآليات لمواكبة ظاهرة الهجرة بحيث نعتبرها إيجابية مادام المغرب لم يبقى بلد الهجرة والعبور بل أصبح بلد للإستقرار، فمنذ 2013 ومن مبادرة جريئة من الملك محمد السادس الذي كان من القادة القلائل الذين تفاعلوا بشكل إيجابي مع إشكالية الهجرة، بحيث اعتبرها ضرورة حتمية للتفاعل مع قضايا المستقبل.
مضيفاً أن “العاهل المغربي ألح على الحكومة لإيجاد حلول بما أن البلد صار أمام سياسة واضحة للجوء والهجرة إليه، بحيث لم يعد كافي فقط تسوية وضعية المهاجرين بل البحث عن آليات أخرى للإندماجهم بالمجتمع، ومنه جاءت سياسة هجرة واضحة تجلت أولها في تسوية الوضعية القانونية والاندماج عن طريق التكوين المهني، وفي الآن ذاته البحث عن سُبُل إدماج أبناء المهاجرين في النظام المدرسي المغربي، بحيث بلغ حاليا العدد 9000 طفل من أبناء المهاجرين الوافدين تم تسهيل اندماجهم في النظام التعليمي المغربي، وهذا المشروع المجتمعي لم يقتصر فقط على العمل الحكومي بل حتى التنسيق مع المجتمع المدني لتسهيل الاندماج، هذه التجربة المغربية هي في بدايتها لكنها تعتبر رائدة” حسب تعبير بنعتيق.
رئيس منتدى شباب المؤتمر الإسلامي للحوار والتعاون السيد “ألشاد إسكندروف” كان له رأي مختلف تماما عما ورد في مداخلة الوزير بنعتيق في بعض مضامينها، ولاسيما حينما صرح معلقاً أنه “فيما يتعلق بالدول التي ترسل عدد كبير من المهاجرين خارج أوطانها بأي شكل من الأشكال، فإن كان يدل على شيء فإنه يدل على انعدام سياسات ناجعة في بلدهم، أما بخصوص الشباب الذي تلقى تدريبات مع حركات متطرفة فذاك يعتبر إشكالية تحول دون عودتهم إلى بلدانهم الأصلية وتحدي أمني، لذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار أيضا هجرة الكفاءات وهجرة الأدمغة التي تطرح علامات استفهام كبيرة، في الوقت الذي يجب العمل على إبقاء هؤلاء الشباب في بلدانهم والاستفادة منهم”.
هذا وأسدلت الورشة الدولية حول “دور الشباب في مواجهة تحديات الهجرة” الستار على أشغالها التي انتهت بالتركيز على دور وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي في سياق هجرة الشباب، بالإضافة إلى تقديم ملخصات الجلسات التي نصت أغلبها حول سبل تعزيز الاستراتيجيات والآفاق المستقبلية.