على هامش مقاطعة بعض المنتوجات يركب المثقفون حصان المزايدات

عندما قاطع المواطنون بعض المنتوجات نظرا لارتفاع أثمنتها بشكل لايتحمل و لم يعد يساير قدراتهم الشرائية كإجراء تمارسه كل شعوب العالم، لجأ بعض المثقفين إلى الركوب على الحدث لتدشين مسار من المزايدات بما يوحي أنهم أكثر مواطنة وحرصا على الاقتصاد الوطني من المقاطعين، بحيث هناك منهم من استفسر عن دواعي مقاطعة منتوج دون آخر، في حين راق لاخرين أخذ صور استفزازية في مكان معين حاملين المنتوج موضوع المقاطعة نكاية في المقاطعين، و الأدهى من ذلك من رأى في المقاطعة مساسا بقوت الفلاح البسيط و كأن هذا الفلاح يحيا في رغد العيش قبل لالمقاطعة معتبرا أن المقاطعة ينبغي أن تمس مشروع الظلام الذي حرر الأسعار على حد تعبيره، هذا دون ما ذهب إليه اخرون من اتهام عامة المقاطعين بالخيانة خاصة ممن يمثلونهم داخل قبة البرلمان.
تلك نماذج و اللائحة تطول تعكس فعلا طبيعة الأزمة التي يتخبط فيها مثقفينا المطالبين على سبر أعماق هكذا صنيع وربطه بالوعي الجمعي و الدواعي الموضوعية التي كانت وراءه ومدى حث الحكومة على مراجعة الأسعار بما يتلاءم مع القدرات الشرائية المهزوزة للمواطن، على اعتبار أن التجارب الدولية في كل بقاع العالم شهدت مقاطعات متتالية دون اتهام المقاطعين لا بالخيانة و لا بالتامر و لا باللاوطنية.
إن هؤلاء الذين يمسون مواطنة الناس عليهم الرجوع لتصفح محطات التاريخ الزاخرة بالبطولات الوطنية التي سطرها الشعب تحت قيادة العرش المجيد ليكون المغرب حرا قويا متموقعا في أسمى المراتب قادرا على مجابهة كل التحديات، لهذا إذا قاطع المواطنون منتوجا هنا أو هناك فهذا بالطبع لايسمح لأي كان أن يزايد به على مواطنة المغاربة…