عندما يتحكم الهوس في مفهوم الحرية

لسنا هاهنا لنقف عند حدث فتاتي انزكان في عموميته وإخضاعه للمناقشات التي دارت حوله والتي اصطبغت بالسطحية والإثارة لتقع ربما في الفخ الذي رسم لها بكل أبعاد إلهاء الرأي العام ومحاولة خصره في دائرة معينة, لنتجاوز هذا كله إلى محاولة جبر خواطر هؤلاء الذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها وهم يتشدقون بشعارات الحرية التي ما فتئت تعربد بها ألسنتهم يمينا وشمالا, لنتساءل معهم على الأقل انطلاقا من براءة السائل الساعي وراء جواب لنقل برائحى الموضوعية: أليس للحرية قيم وحدود وأخلاق؟

لنترك الاجابات تتناطح وتتصادم ولنحاول أن نتفق على الاقل على أخلاقات الحرية, فحتى في الدول العريقة ديمقراطيا استطاعت أن تضع أخلاقا وحدودا للحرية في الشكل الذي من شأنه أن يراعي القيم والمعتقدات والمرجعيات الثقافية وغير الثقافية, وهذا من شأنه أن يدفعنا ونحن نطرب بسنفونيات الحرية أن نعلم أن المغرب بلد إسلامي و أن للمغاربة مرجعية أخلاقية وثقافة وثرات لا يمكن أن نجهز عليه في كل مرة ارتأت هاته أن تتعرى و اختارت الاخرى أن تدخن, من هنا نعتقد بكثير من اليقين أننا في إجهازنا على هويتنا برفع شعار الحرية نكون قد أسأنا لكل شيء وفي مقدمته الحرية ذاتها…