النقابة الوطنية للصحافة المغربية في مؤتمرها الثامن الخلاصات و الآفاق

انظمت النقابة الوطنية للصحافة المغربية يومي 21 و 22 يونيه الجاري مؤتمرها الثامن تحت شعار ” حرية الصحافة و أخلاقياتها أساس المهنية ” والذي عرف مشاركة جميع تمثيليات فروع النقابة في المغرب.

ويأتي هذا الحدث النقابي في إطار تقييم حصيلة عمل هذه النقابة الممتدة في تاريخ النضال النقابي لأكثر من 55 سنة، مع كل ما يرافق هذا من الاعتزاز بحدث هام تم تحقيقه وهو المتعلق بترأس الفدرالية الدولية للصحافيين حيث تم انتخاب الإعلامي يونس مجاهد رئيسا لهذه الفدرالية بفارق كبير في ألأصوات.

وفي معرض متضمنات التقرير الأدبي الذي تلاه النقيب عبد الله البقالي تمت الإشارة إلى أبعاد شعار هذا المؤتمر حرية الصحافة و أخلاقياتها هي ضمن الانشغالات الكبرى باعتبار المخاطر و الاكراهات التي يعرفها القطاع على المستوى العالمي وخاصة ما تعلق بالتفاوت الخطير بين التحولات التكنولوجية المتسارعة في الإعلام والتواصل من جهة صعوبة تحقيق الملاءمة مع الأوضاع السائدة وهو ما يجعل مستقبل الصحافة عموما في مرمى الاستهداف وهو ما يتجلى في تسريح العديد من الصحافيين من عملهم و إفلاس المقاولات الإعلامية و اندحار الإعلام المكتوب وانتشار المواقع الاليكترونية في غياب تام لمؤشرات و مستلزمات نموذج المقاولة الإعلامية الناجحة.

وعلى المستوى التنظيمي شدد التقرير على أن التنظيم و تمتين البنيان يعد الهاجس الأول للنقابة، على اعتبار أن بنية تنظيمية قوية هي أساس العمل المثمر و النضال المستميت لتحقيق المطالب و التطلعات وهذا بالطبع ما يفسر انتقال النقابة إلى النظام الفدرالي قبل خمس سنوات خلال مؤتمر طنجة مما كان له حسب نتائج ايجابية منها انتظام انعقاد اجتماعات و دورات أغلب أجهزة النقابة الذي مكن النقابة أن تكون على الدوام في موعد مع جميع الأحداث التي تعرفها الساحة الإعلامية و انعكست كذلك على مستوى الأنشطة و الانجازات المحققة من طرف أجهزة النقابة على المستويات الوطنية و الجهوية و المحلية و الأصداء الايجابية التي حققتها من ذلك على سبيل المثال لا الحصر، انعقاد المؤتمر الدراسي المنصوص عليه في القانون الأساسي في موعده ببوزنيقة مع ما نتج عنه من توصيات وازنة، وكذلك الأنشطة المتميزة التي نظمتها العديد من فروع النقابة في العيون و الرباط و الدار البيضاء و أكادير و أسفي و فاس وطنجة و الحسيمة و غيرها و التي تمثلت في عدد لا يحصى و لا يعد من الندوات التنظيمية و الفكرية التي عالجت العديد من القضايا المتعلقة بالتكوين وأخلاقيات المهنة و دراسة النصوص التشريعية المنظمة للإعلام مع ما عرفه ذلك من إشراف و تأطير من طرف المكتب التنفيذي، وكذلك تم تنظيم فعاليات متميزة من قبيل الجائزة الجهوية للصحافة و إبرام اتفاقيات و شراكات مع ما رافق ذلك من تكريم مجموعة من رواد العمل الصحافي بالمغرب، كما تم الحرص على العمل المشترك و التنسيق مع المنظمات الدولية، و تم الحرص على العمل المنظم المتعلق بإصدار التقارير السنوية لحرية الصحافة في المغرب، كما تمت المتابعة الدقيقة لأوضاع كل الصحفيين الذين الذين تعرضوا للتضييق و المتابعات القضائية. مع مواصلة جلسات الحوار مع المسؤولين الحكوميين حيث شاركت النقابة في الإعداد لمختلف التشريعات التي صدرت خلال الخمس سنوات الأخيرة.

هي إذن خلاصات المنجزات المحققة إلى جانب أخريات لا يسع المجال لتحليلها تعكس جسامة التحديات التي تواجه قطاع الإعلام و ما يتطلبه ذلك من جهود لا متناهية في سبيل إنصاف هذا القطاع الحيوي العاكس لمقونات التنمية الشاملة لبلادنا، و الذي لازال جنوده الإعلاميون يعانون الكثير من التحديات و المعوقات و التي أكدت النقابة الوطنية للصحافة المغربية من خلال مسارها و متضمنات توصيات مؤتمرها أنها مستعدة للعمل الجاد و المسؤول ضمن آفاق تحقيق المبتغى و تجاوز العراقيل من أجل إعلام حر نزيه ومتخلق…