سفارة أذربيجان بالرباط تعلق احياء ذكرى 102 للمذبحة الجماعية للأذربيجانيين بسبب جائحة فيروس كرونا

وقفت جائحة تفشي فيروس كرونا Covid-19 حاجزاً أمام جميع التجمعات في إطار حالة الطوارئ التي اعلنتها السلطات للحد من تفشيالفيروس كرونا المستجد شأنها شأن أنشطة السفارة الأذربيجانية التي دأبت على احياء ذكرى ضحايا المذبحة الجماعية التي تعرض لهاالشعب الأذربيجاني سنة 1918 من طرف الأرمن حيث ارتكبت الوحدات المسلحة المكونة من البلاشفة والطشناقيين الأرمن القوميين مجازرجماعية ضد السكان المحليين في أذربيجان في الفترة ما بين شهري مارس وأبريل سنة 1918 من الأرمن ذلك تحت ذريعة انشاء حكمسوفييتي فيها. وشملت هذه المجازر المناطق الأذربيجانية أمثال باكو وكنجه وقوبا وشاماخي وخاجمازولانكران وحاجيقبول والعشرات من المدن والبلدات الأخرى، ما أدى الى مقتل أكثر من 50 ألف ساكن مدني بسبب انتمائهم الديني والقومي.
وتدل الوقائع التاريخية على ان البلاشفة التي قامت بالانقلاب الحكومي في روسيا القيصرية أبرمت مع حزب “الطاشناق” القومي الأرمينيمرسوما رسميا شرعتا في تطبيق مخططتهما في احتلال أذربيجان الحديثة الاستقلال حينذاك. ان المذبحة الجماعية التي تعرض لهاالاذربيجانيون الذين اسسوا أول دولة ديمقراطية في الشرق كانت جزءا لا يتجزأ من هذه الخطة. اما القتلى فكانوا سكانا مسالمين عزل منهمالعجائز والنساء والأطفال.
وقتل القوميون الأرمن خلال تلك الأيام في مدينة باكو وكذلك سائر المدن والأقضية التابعة لولاية باكو عشرات آلاف مسالم بمجرد انتمائهم العرقي والديني. ونتيجة أعمال التخريب هذه للعدو الذي نفذ المجازر الجماعية الغدرة وعمليات النهب والسلب والتطهير العرقي في مناطق قراباغ وزنجزور ونخجوان وشيروان واريفان وغيرها من الأقاليم الأذربيجانية هدمت مئات من المناطق السكنية مع تدمير الآثار الثقافة والمساجد والمقابر.

واكتشاف مقابر جماعية أثناء أعمال الإنشاء والبناء المقامة بمدينة قوبا عام 2007م قد سلط ضوء غليظا آخر على أهوال إبادة مارس التينفذها الأرمن ضد الشعب الأذربيجاني. والدلائل المادية المكتشفة والوثائق قد أثبتت للمرة التالية أن نطاق وجغرافيا الأعمال الدموية التيارتكبها القوميون الأرمن خلال شهري مارس وأبريل عام 1918م والفترات التالية أوسع بكثير وأن عدد ضحايا المأساة أكثر بأضعاف مضاعفة.
وتم إنشاء مجمع المذبحة الجماعية التذكاري بمدينة قوبا على المقابر الجماعية المكتشفة بتنفيذ متطلبات القرار الجمهوري الذي أصدره الرئيس إلهام علييف في 30 أكتوبر عام 2009م بدعم مؤسسة حيدر علييف الخيرية بهدف تبليغ الأعمال الإجرامية للقوميين الأرمن إلىالمجتمع العالمي وحفظ الذاكرة الوطنية للشعب الأذربيجاني وتخليد ذكرى ضحايا القتل العام وافتتح المجمع التذكاري في 18 سبتمبر عام2013م بمشاركة رئيس الدولة.
وتحفظ في المجمع التذكاري المذكور على الوثائق التاريخية التي تعكس عن معلومات حول المجازر الجماعية المرتكبة ليس في قضاء قوبافقط ولكنه في أقضية جواد وكويتشاي وشاماخي وباكو التابعة لولاية باكو أيضا.

إن المذبحة الجماعية وسياسة الترحيل الهادفة التي يقوم بها القوميون الأرمن ومؤيدوهم ضد الأذربيجانيين، التي أجريت على مدى القرنينالماضيين، كانت محفورة في التاريخ الأذربيجاني كصفحات مؤلمة . لقد تعرض الأذربيجانيون بصورة متكررة للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والتطهير العرقي والترحيل المصحوبين بمعاملة مهينة و لاإنسانية من جانب القوميين الأرمن و ذلك في أعوام 1905-1907، 1918-1920، 1948-1953، 1988- 1993.
ونتيجة لسياسة الأرمينية العدوانية التي بدأت منذ عام 1988، احتلت أرمينيا قراباغ الجبلية التي تشكل جزءاً لا يتجزأ من أذربيجان، فضلاًعن سبعة مناطق محيطة، وبالتالي احتلت 20 في المائة من الأراضي الأذربيجانية، وأصبح مليون نسمة من الأذربيجانيين لاجئين ومشردينداخلياً، وفي سياق هذا الاحتلال، ارتكب القوميون والإرهابيون الأرمن إبادة جماعية في قرى خوجالي وكركيجهان وماليبيلي وقوشتشولاروغاراداجلي و أغدابان وفي مستوطنات أخرى في أذربيجان حيث انتهكت حقوق المواطنين الأذربيجانيين بشكل صارخ.
كل هذا حدث ويحدث أمام أعين المجتمع الدولي الذي وصل إلى مستوى عال من التنمية الثقافية والاقتصادية. ونحن نؤكد بثقة أنه ما دامالتقييم القانوني – السياسي لا يعطي للأعمال التخريبية والانفصالية والقومية والإرهاب، فإن البشرية كلها ستكون في خطر.

تم تقديم التقييم السياسي المناسب لتلك الأحداث الرهيبة في 26 مارس عام 1998 عندما أصدر رئيس جمهورية أذربيجان السابق والزعيمالوطني حيدر علييف مرسوما بالإبادة الجماعية للأذربيجانيين وهكذا أُعلن 31 مارس “يوم الإبادة الجماعية للأذربيجانيين”. وندعو المنظمات الدولية إلى دعم الموقف العادل لأذربيجان دون ازدواجية المعايير، ونعتقد أن العدالة ستستعيد قريباً، وستعطى هذه الجريمةالعنيفة المرتكبة ضد الإنسانية تقييماً قانونياً دولياً بوصفه عملاً من أعمال الإبادة الجماعية، وسيعاقب مرتكبوها، ونثق بأن وحدة أراضيأذربيجان ستعاد ووسيعود أكثر من مليون مواطن أذربيجاني إلى بيوتهم وسيتحرر الأسرى.