حزب “الحمامة” لم يمكن قائده المحلي من الفوز

رغم تصدره لنتائج انتخابات الغرف المهنية بالحسيمة بحصوله على 12 مقعدا من أصل 43  مقعدا مخصصة للإقليم فإن حزب التجمع الوطتي للأحرار لم يحصل سوى على  نسبة 27.90 بالمائة من مقاعد غرف الإقليم في الوقت الذي كان فيه الكثير من المهتمين والمتتبعين ينتظرون اكتساحا قويا لهذا الحزب داخل الحسيمة نظرا “للزخم الاعلامي” الذي صاحب تحركات أعضائه والجمعيات الموالية له.

فمباشرة بعد اعلان النتائج  الرسمية لانتخابات الغرف المهنية بالحسيمة تبين للرأي العام المحلي أن الحزب لم يتخطى بعد الطابع التقليدي والموسمي للسياسة حيث غابت البرامج وتقديم البدائل الحقيقية التي يمكن ان تستجيب لانتظارات المنتخبين؛ واتضح للكل ان خطاب قادة هذا الحزب والزخم الذي احدثوه في مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الاعلام بعيد كل البعد عن واقع الممارسة

فقد شكل السقوط المدوي لمنسق الحزب بالحسيمة عبيد العيساوي في انتخابات غرفة التجارة والصناعة والخدمات الذي لم يستطيع الحصول  سوى على 56 صوت من اصل 712  صوت المعبر عنها ومن اصل 1225 من الاصوات المسجلة ضربة موجعة للحزب وللكثير ممن كانت ‘الحمامة الزرقاء” قد غرتهم، وهو ما يضع المستقبل  الانتخابي لهذا الحزب على المحك الحقيقي حيث السؤال المطروح هل يستطيع أن يحافظ الاحرار على البريق الذي دخل به المنطقة.

وبالنظر للاسماء الفائزة في انتخابات الغرف المهنية بلون الاحرار فإن “البروفايل الشخصي” للمرشح هو الحاسم في هذا الفوز وكمثال على ذلك مرشح غرفة الصيد البحري منير الدراز الذي يحسم دائما الفوز لصالحه مهما كان الحزب الذي ترشح بلونه، فيما المقاعد التي حصل عليها الحزب في غرفة الفلاحة (5 مقاعد من اصل 15) فالفضل يرجع فيها حسب المتتبعين لبوطاهر البوطاهريالذي سيقود لائحة الحمامة في الانتخابات التشريعية.

وبالرغم مما يقال عن البوطاهري ومساره الشخصي فإنه بانضمانهللتجمع الوطني للاحرار مكن من انقاذ الحزب في اخر لحظة والحصول  على 5  مقاعد بغرفة الفلاحة خاصة اذا ما علمنا أن هذا الشخص  سبق وان تولى رئاسة الغرفة الفلاحية في وقت سابق؛ كما شكل انضمام منير الدراز للاحرار قارب النجاة بعد ان مكن الحزب من الحصول على أربعة مقاعد بغرفة الصيد البحري.

هكذا يتضح أن التجمع الوطني للاحرار بالحسيمة لم يستطيع  التخلص من ارتباطه بالاشخاص والاعيان ولم يتحول بعد الى حزب مؤسسات وهياكل وبرامج عمل؛ واان الفوز لن يحابف كل من ترشح بلونه بخلاف ما قاله رئيسه عبد العزيز اخنوش لمريديه “إذا بقيتم في سكة أغراس أغراس، فإن الناس سيصوتون لكم في الانتخابات المقبلة”.

اللامنتمون: رسالة لمن يدعي بأن الريف قلعة لهذا الحزب او ذاك.

حصلت اللوائح المستقلة (اللامنتمون) في انتخابات الغرف المهنية بالحسيمة على 10 مقاعد من أصل 43 مقعدا محطمة بذلك الرتبة الثانية من حيث عدد المقاعد المحصل عليها بنسبة 23.25 بالمائة، فقد تمكن اللامنتمون مثلا من حصاد مقعدين في صنف الخدمات ب 223 صوتا من اصل 712 صوت معبر عنها. اي بنسبة 31.32 بالمائة من الاصوات المعبر عنها. اما مجموع الاصوات التي حصل عليها المرشحون المستقلون بالخدمات فقد بلغت 350 صوتا اي حوالي 49.12 من الاصوات المعبر عنها في هذا الصنف.

وكانت الرتبة التي حصلت عليها اللوائح المستقلة (الرتبة الثانية) رسالة واضحة الى كل الاحزاب التي كانت تدعي ان الريف -والحسيمة بالخصوص- قلعة انتخابية له؛ ومن بينها حزب الاصالة والمعاصرة الذي اغتر يوما واعتقد انه القوة الاولى بالحسيمة  بعد ان اكتسح في الانتخابات السابقة كل المجالس الجماعية وتمكن من رئاستها.

فرغم الخطاب الذي ظل يردده هذا الحزب من كونه القوة الاولى بالحسيمة ويظل كذلك مهما حدث فإنه لم يحصل في انتخابات الغرف المهنية بالحسيمة سوى على ثلاثة مقاعد لياتي ترتيبه في المرتبة السادسة مما يؤشر عن تراجع قوي لهذا الحزب بالحسيمة بالخصوص بعد ان اختار الكثير من منتخبيه السايقين من قيادة لوائح مستقلة في انتخابات الغرف المهنية وكذلك سيفعلون لانتخابات المجالس الجماعية بالاقليم.

ويلاحظ أن اغلب الاصوات التي حصل عليها المرشحون بدون لون سياسي كانت بالمجال الحضري اكثر منه بالمجال القروي؛ مما يؤشر ان التصويت العقابي لبعض الاحزاب كان حاضرا بقوة؛ بالخصوص الاصالة والمعاصرة وبعض الاحزاب التي كانت قد وقعت بيان ادانة حراك الريف واتهمت سكان الحسيمة بالانفصال.

وللاشارة فاربعة احزاب (الاتحاد الدستوري؛ الاتحاد الاشتراكي؛ الاصالة والمعاصرة  وحزب العدالة والتنمية حصلت مجتمعة على نفس عدد المقاعد التي حصلت عليها اللوائح المستقلة التي ظلت محافظة على الرتبة الثانية حتى على المستوى الجهوي بعد ان تمكنت من حصاد 53 مقعدا من اصل     250مقعدا مخصصة للغرف المهنية بجهة طنجة تطوان الحسيمة ليعلن اللامنتمون أنهم قوة انتخابية صاعدة تحتمل ما تحتمل.

الحركة الشعبية:  رسائل الدوائر الغربية.

استطاع حزب الحركة الشعبية من اكتساح انتخابات الغرف  المهنية-صنف الفلاحية- بالدوائر الغربية لاقليم الحسيمة بعد أن حصد كل  مقاعدها بدائرة عبد الغاية السواحل؛ دائرة كتامة-تمساوت ومولاي أحمد الشريف- اساكن بعد تنافس انتخابي قوي  ومواجهة قوية لحزب الاستقلال؛ التجمع الوطني للاحرار وحزب الاصالة والمعاصرة.

كما تمكن سليل حزب الحركة الشعبية  بالحسيمة أشرف بوجير من إحراز مقعدين بغرفة التجارة والصناعة والخدمات – صنف الصناعة- ليمنح للحزب تواجدا مهما بهذه الغرفة ويعيده الى دائرة الضوء بعد سنوات من التراجع تلت غياب او ابتعاد بعد قادة هذا الحزب او مؤسيسيه على المستوى  الاقليم مثل حدو ابرقاشالذي كان احد قادة الحركة الشعبية وعضو امانتها العامة في فترة معينة.

واذا كان من رسائل يبعث بها هذا الفوز بقيادة الحركي محمد الاعرج -البرلماني الحالي  ووزير الثقافة السابق- فهي رسائل موجهة الى “الخصوم التاريخين” له وبالخصوص حزب الاستقلال الذي مني بهزيمة نكراء في انتخابات غرف الفلاحة  بالدواىر الغربية لاقليم الحسيمة التي تظل دائمة متحكمة في صنع الخريطة الانتخابية باقليم الحسيمة.

كما أن حزب الحركة الشعبية حاول بهذا الفوز المهم – احتلال الرتبة الثالثة في انتخابات الغرف بالحسيمة- ان يرسل ايضا لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية  بقيادة البرلماني السابق عبد الحق امغار رسالة قوية وردا ‘واقعيا” عن “التحرشات” المستمرة التي حاول هذا الاخير ان يقوم بها داخل  هذه الدوائر محاولة لاستمالة رؤساء بعض الحماعات والاعيان بها ترتيبا وتحضيرا للانتخابات التشريعية القادمة.