المتحدث باسم طالبان لمنظمة “مراسلون بلا حدود” ” سنحترم حرية الصحافة

منذ تولي حركة طالبان مقالع السلطة في أفغانستان، ارتفعت نسبة المخاوف الداخلية والخارجية، حول احترامها حقوق وحريات المواطنين والأجانب والمرأة والصحافة وغيرها من المكتسبات التي جناها الشعب في السنون الماضية.
وأمام تداعيات الخبر، قال متحدث باسم حركة طالبان لمنظمة “مراسلون بلا حدود”، أنها تتعهد بعدم اضطهاد الصحافيين في أفغانستان، وكذا السماح للنساء بمواصلة عملهن في وسائل الإعلام.

وقالت المنظمة إن التطمينات التي قدمت، أعطاها ذبيح الله مجاهد، خلال حوار أجرته معه الأحد الماضي، بالتزامن مع بسط الحركة سيطرتها على العاصمة الأفغانية كابول.

وافادت المنظمة، أن ذبيح قال أن حركته ستحترم حرية الصحافة، لأن التقارير الإعلامية ستكون مفيدة للمجتمع وستساهم في تصحيح أخطاء القادة، كما أن الإعلام له دور كبير في تغيير الرؤى الخاطئة عن طالبان.

وأبانت المنظمة، نقلا عن طالبان، أن الصحافيين العاملين لصالح الدولة الأفغانية أو لصالح مؤسسات إعلامية خاصة ليسوا مجرمين ولن يحاكم أي منهم، وهم مدنيون، وعلاوة على ذلك هم شبان موهوبون يشكّلون مصدر غنى لبلدهم.

وأبرزت المنظمة، أن الوقت وحده هو الكفيل بتبيان مدى جدية طالبان، خصوصا وأنه منذ توليه مقالع السلطة توقفت نحو مائة وسيلة إعلامية عن العمل في أفغانستان.

وعن وضع الصحافيات، تقول المنظمة، أن مجاهد أكد أنه سيُسمح لهنّ بمواصلة العمل شريطة وضعهن الحجاب أو غطاء للشعر، وأنه سيوضع “إطار قانوني” قريبا لذلك، لهذا يتعيّن عليهن ملازمة منازلهن من دون توتر أو خوف، وفي الوقت نفسه أأكد لهن أنّهن سيعدن إلى عملهن.

وفي السياق ذاته، أكد محلّلون لمنظمة “مراسلون بلا حدود”، أن الوعود والالتزامات التي قدمتها طالبان تعتبر غير محسومة، نظراً لتاريخها الحافل بالتراجع عن التعهّدات، ولعدائيتها لأي شخص تعتبر أنه يعمل ضد مصالحها.
واعتبر المراقبون أن “طالبان” تسعى إلى إظهار صورة أكثر اعتدالاً لها، من أجل كسب اعتراف دولي بها، خصوصا وأن أفغانيستان تتوفر على ثماني وكالات أنباء على الأقل، و52 محطة تلفزيونية، و165 محطة إذاعية، و190 دار نشر، وما مجموعه 12 ألف صحافي.

ويشار، أنه إبان حكم “طالبان” لأفغانستان بين عامي 1996 و2001، حظرت وسائل الإعلام، باستثناء محطة “صوت الشريعة” الإذاعية “التي اقتصر بثها على الدعاية السياسية والبرامج الدينية”.