أذربيجان تحيي الذكرى الأولى للحرب الوطنية

تحي جمهورية أذريبجان، اليوم الاثنين 27 شتنبر، ذكرى انطلاق حرب التحرير، التي تمكن فيها جنود الآذرية من تحرير أراضيهم من الاحتلال الأرميني، إذ تمكنوا خلال أربعة وأربعين يوما من الحرب من استرجاع إقليم كاراباخ الذي احتل منذ حوالي ثلاثين سنة من طرف أرمينيا.

ودارت الحرب بين الدولتين في مرتفعات كارا باخ سنة 2020 عند الأدريين، المُتنازع عليها من الطرفين، وسميت الحرب بالقبضة الحديدية ‏، إذ تمكن خلالها الآذريين من استرجاع المنطقة المتنازع عليها وضمها إلى الجمهورية.

وتعود تفاصيل اشتباك الدولتين إلى صباح يوم 27 سبتمبر 2020، بعدما لم تفلح كل السبل السلمية لحل مشكل المنطقة المتنازع عليها، وما زاد من إيقاد نار الحرب هي المناوشات الأرمينية على طول خط التماس في مرتفعات كاراباخ الذي أنشئ في أعقاب حرب ناغورنيكارا باخ (1988-1994).

ومن أجل إنهاء دموية الحرب تم توقيع اتفاق بين رئيس أذربيجان إلهام علييف، ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوقف جميع الأعمال العدائية في المنطقة يوم 10 نوفمبر 2020 .

وبموجب الاتفاقية استعادت أذربيجان ما يعادل خُمس أراضيها التي احتلت في هذه الحرب، وتمكنت من السيطرة على ما يقرب من 60% من إقليم ناغورني كارا باخ، وسيطرت على مدينة شوشا الاستراتيجية التي تطل على خانكندي، وتبعد عنها بأقل من 15 كيلومترا، كما تم تحرير خمسة مدن أخرى وهي فضولي، جبرائيل، زنكيلان، قوبادلي والعاصمة الثقافية لأذربيجان شوشا ومدينتان – أغدام وكالبجر على أساس الاتفاق الثلاثي، وبهذا ضمنت ربط أراضيها بإقليم ناخيتشيفان الذي كان معزولا بشكل كامل عنها رغم أنه تابع لها، وكان الوصول إليه يتطلب المرور عبر إيران أو أرمينيا، كما ضمنت عن طريقه اتصالا جغرافيا مباشرا بتركيا من خلال شريط حدودي يمتد على طول 23 كيلومترا. ولضمان السلام والإيفاء بالوعود المتفق عليها، تم نشر حوالي 2000 جندي روسي لتكون قوات حفظ سلام على طول ممر لاتشين بين أرمينيا وناغورنيكاراباخ.

وأمام بشاعة ما خلفته الحرب بناغورنيكاراباخ قال رئيس جمهورية أذربيجان، إلهام علييف في خطاب له في إطار المناقشات العامة بالدورة 76 للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة، أن دولة أرمينيا تتحمل كل المسؤولية عن العدوان العسكري ضد أذربيجان والجرائم الأخرى، كما أخبر الجمعية بأن حوالي أربعة آلاف مواطن أذربيجاني أصبحوا في قائمة المفقودين نتيجة الحرب الكاراباخية الأولى.
وأردف قائلا أن أرمينيا دمرت بشكل متعمد كل المدن والقرى في الأراضي المحتلة في المدة التي استمرت حوالي 30 سنة ودمرت كل المعالم الثقافية ونهبتها وحولتها إلى نمادج إبادة للمدن والثقافة، إذ لم يشهد العالم مثل حجم هذا الدمار إلا في الحرب العالمية الثانية.
وبوفاء رئيس أذربيجان بوعده لشعبه باسترجاع الأراضي المسلوبة، قال أنه سيعمل على إعادة إعمار المناطق المسترجعة وتجهيزها بالبنيات التحتية وإنشاء المدن المعاصرة، وكذا تبني المدينة الذكية والقرية الذكية في الإعمار. حيث أن كل المنشات السالفة الذكر ستنشأها أذربيجان من أموالها وإمكانياتها، إذ خصص لهذه العملية 1،3 مليار دولار أمريكي خلال هذه السنة.

وأضاف إلهام علييف، أن الإنشاءات الظخمة تجد في طريقها عقبة الألغام التي زرعتها أرمينيا في الأراضي المحررة. إذ تسببت بمقتل 30 مواطنا أذربيجانيا بينهم صحفيان وجرحت 130 شخصا حتى الآن،

وأردف إلهام علييف، أن أذربيجان تعتبر إحدى البلدان الأكثر تلوثا بالألغام في العالم مما يأخر عملية إعادة الإعمار في الأراضي المحررة وعودة النازحين إلى بيوتهم. خصوصا بعد رفض أرمينيا تسليم خرائط الأراضي الملغومة الدقيقة إليها، رغم أن المواثيق والقوانين الدولية تفرض عليها ذلك.
وعلاقة بذكرى انطلاق حرب التحرير، أعرب سفير جمهورية أذربيجان أوكتايقربانوف لدي المملكة عن تقديره للدعم السياسي والمعنوي المقدم من جميع البلدان، بما فيها الدعم الأخوي للمملكة المغربية أثناء الحرب لسلامة أراضي أذربيجان وسيادتها كما أكد السفير أن جمهورية أذربيجان حكومة وشعبا لن ينسيا هذا الدعم أبدا.