أجرة 4 صحافيين بجريدة الحركة يلهفها عضو بمجلس حقوق الانسان

تفاقمت وضعية الصحافيين العاملين بيومية “الحركة” بشكل لم يعد يطاق بعد عدم التصريح  بالأجور عنهم منذ شهور، وسط حديث يروج حول رغبة امحند العنصر في تصفية شركة شمس للطباعة التي تصدر الجريدة.

 هذا الوضع السيء الذي يوجد فيه هؤلاء الزملاء، يثير الاستغراب لسببين، أولهما أن وزارة المالية تصرف أجور عدد من العاملين بالمؤسسات الصحفية الذي فرضته كورونا. 

ثم إن الصحف اليومية وخاصة الحزبية يصرف لها دعم عام خاص إضافي من الحكومة، في حالة الحركة تتوصل سنويا كباقي الصحف الحزبية بما ما مجموعة 40 مليون سنتيم وهو مبلغ الدعم تفضل به الملك الراحل الحسن الثاني وتسلمه رئاسة الحكومة إلى الجرائد، ويكفي بضعة صحافيين في الحركة مما لحقهم في كرامتهم وانسانيتهم من امتهان وإذلال. 

مصدر خاص فضل عدم الكشف عن اسمه،قال لأصداء المغرب العربي انهم لم يتوصّلوا بأجورهم كاملة لشهور واضاف  “شَكَوْنا المسؤول عمّا لحقنا من ضرر بليغ الى الله. لقد احتقرونا وجوعونا”. 

وأضاف ذات المصدر أن المصيبة أعظم في حقنا لأن من فعل بنا هذا الجرم، هو حزب الحركة الشعبية، وليس إدارة أو مقاولة خاصة، بحكم أن الرئيس المدير العام للشركة الناشرة لجريدة الحركة، هو في نفس الوقت الأمين العام للحركة الشعبية السيد امحند العنصر. 

أحد الوجوه التي ترتبط بالأزمة التي يعيشها العاملون في نظرهم هو وجه “الحاجة المسكينة”، التحقت وهي شابة قبل حوالي 28 سنة بجريدة الحركة بحثا عن عمل، ولم تكن تتوفر إلا على دبلوم لإصلاحات آلالت التبريد، فوجدت نفسها بعد مدة قصيرة ممسكة بحسابات الحركة. 

تذهب بالمحصلة المالية من نشر الإعلانات كل يوم لدفعها في حساب الجريدة بالبنك، وتدفع كل شهر بدائل التنقل للصحافيين… الخ. وكان تم تعيينها مكلفة لاستخلاص الشيكات وفواتير الإشهار من الشركات وغير ذلك. 

وتقول مصادر صحفية متطابقة، إنها وشت بمديرهم ونقلت بهتانا الى امحند العنصر بأنه لا يقوم بأي عمل في الجريدة رغم أنه مدير للنشر، وقد أصبح أيضا يرأس التحرير، بعد تقاعد محمد مشهوري. وهذه مهام مُتعبة للغاية يعرفها الصحافيون. فكيف صدّق امحند العنصر هذا القول، التي لا يصدقه ذو عقل. 

كانت تلك الوشاية سببا في حذف امحند العنصر أجرة هذا المسؤول، رغم أنه ظل يرافقه منذ كان معه في البريد. وأوضحت المصادر أن سبب تلك الوشاية هو رفض مدير النشر طلباً لـ”الحاجة المسكينة” للحصول على بطاقة الصحافة. ورفض المدير لانتفاء أي علاقة للحاجة بالصحافة. 

وتضيف ذات المصادر، أن المدعوة “الحاجّة المسكينة”، فعلا حجت أو قُل زارت مكة والمدينة، بفضل تبرع العنصر عليها بحج مجاملة ضمن أعضاء من الحزب قبل سنوات. 

كما كشفت مصادر من الحزب مستغربة عدم طرح “سؤال من أين لك هذا؟” على هذه الآنسة (54 سنة)، وقد كانت تظهر عليها آثار المال من غير أجرتها التي تفوق أجرة الصحافيين في الحركة، وقد اشترت في ظرف حوالي 18 سنة أربع سيارات كلها جديدة، آخرها سيارة رباعية الدفع من نوع “نيسان” تسوقها الآن. الى ذلك، تمكنت من شراء شقة. كما كانت ترافق والدها لحوالي أربع سنوات متتالية في أسفار خارج المغرب. وإن هذه لمصاريف كبيرة لا تناسب ظاهريا أجرة المسكينة. وهو ما لم يتمكن أي صحافي من القيام به، حتى من تقاعد منهم، لم يدرك ما حققته هي في وقت قصير. 

ولهذا يعتبرها الزملاء في الحركة نذير شؤم، على مؤسستهم التي يعملون بها، رغم أنها لا تشكل إلا ثقبا صغيرا في مالية الحركة، لوجود ثقب آخر يستنزف من موارد جريدة الحركة 25000 درهم شهريا منذ 2008، أي حوالي 390 مليون سنتيم. سومة كراء تعادل أجرة 4 صحافيين، أو 5.

 هذا المبلغ يأخذه عضو المكتب السياسي ادريس السنتيسي وممثل الحركة الشعبية في المجلس الوطني لحقوق الإنسان، مقابل كراء محل تابع له في الولجة لمطبعة الجريدة، بعد أن نقّل السنتيسي المطبعة من حي الرحمة بسلا، حيث لم تكن تؤدي أي درهم في الكراء، لأن المقر السابق عقار في ملكية المطبعة. والغريب أن هذا “المناضل” بات يطالب بالزيادة في الكراء.