الزعيم الأسطوري كاسترو يودع الحياة

كاسترو فيديل مهندس الثورة الكوبية بمرتكزات الشيوعية الماركسية اللينينية ودع الحياة بعد أن بصمها ببصمات ملأت العديد من صفحات التاريخ التي تتحدث عن نضالات شعوب ما استسلمت ولا سكنت للجبروت حتى اقتلعته من جذوره مؤمنة بخطها الثوري وتوجهاته الفلسفية و الثورية.

هكذا كان كاسترو في مواجهته لنظام حكم فولغنسيو باتيستا بكل ما تطلب الأمر من تضحيات جسام من تعقب ومتابعة وسجن وتعذيب دون أدنى تراجع أو استسلام، وهو كذلك كاسترو الذي تحدى 10 رؤساء أمريكيين وكاد يتسبب في حرب نووية بين أمريكا و الإتحاد السوفياتي.

تشبع كاسترو بالفكر الشيوعي الماركسي اللينيني وطبقه في العمل السياسي و الاقتصادي بحيث أم كل الاقتصاد الكوبي الذي كان في مجمله تحت احتكار الشركات وهو ما أثار عليه أمريكا التي سعت إلى قلب نظام كاسترو عبر إنزال خليج الخنازير والذي واجهه كاسترو رفقة صديقه الطبيبي تشي كيفارا ليثبت كاسترو أن حكمه الشيوعي في كوبا محصن.

وقد كان هذا الزعيم الأسطوري مؤمنا بقضايا الشعوب المغلوبة على أمرها ومدافعا عنها في كل المحافل الولية وفي قمتها قضية الشعب الفلسطيني و حقه في الحصول على دولته المسلوبة فلسطين، كما كان ندا خطيرا بالنسبة لأمريكا التي دبرت أكثر من 600 محاولة اغتيال باءت كلها بالفشل، وحتى عندما أطبقت أمريكا على كوبا حصارا خانقا تحداها كاسترو بالسعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء و الدواء بحيث لجأ إلى تعميم زراعة الأعشاب الطبية جعلت من كوبا لاحقا دولة قوية على مستوى الطب الابديل.

الزعيم الثوري العالمي كاسترو عرف عنه نشر العديد من المقالات على المواقع الإلكترونية تحت عنوان “تأملات” .

ذاك هو وباقتضاب شديد زعيم الثورة الكوبية ومعتنق الثورة الشيوعية، ظل وفيا لمبادئه الثورية تلك، مناضلا من أجلها ومن أجل استقلال كوبا عن الهيمنة الرأسمالية الغربية عموما و الأمريكية خصوصا إلى أن اعتزل العمل السياسي تخت وطأة ظروف صحية يغادر بسببها الحياة عن عمر نعدى التسعين،ليبقى في ذاكرة الكوبيين و الشعوب المستضعفة رمز الثائر الأسطوري بامتياز…