بالفيديو: دفن أسرة مغربية في ايطاليا بطقوس مسيحية والوزارة المكلف بالجالية خارج التغطية

لقي مهاجر مغربي مصرعه رفقة ثلاثة من أبنائه في مدينة كومو الإيطالية إثر اندلاع حريق بداخل شقته، وهي العملية التي قالت عنها تحقيقات أولية أنها انتحارية لأسباب تتراوح بين النفسي الاجتماعي وكذا الوضع الاقتصادي للأسرة، والتي كانت فيما مضى مكونة من أب وأم وأربعة أطفال، ولدوا في إيطاليا (الأكبر من قبل أحد عشر عاما)، في منزل خصصته البلدية، حيث كانوا يتلقون طرود أسبوعية وإعانات عامة لضمان العيش. حيث تم دمج الأطفال بشكل كامل، كما أن الأب حاصل على تصريح إقامة طويل الأمد، ولكن المكوث دون عمل عجل بالواقعة. نائب العمدة “اليساندرا لوكاتيلي” قال أن المهاجر المغربي البالغ من العمر 49 عاما ذو الجنسية المغربية، والمسمى قيد حياته “فيصل حايتوت” لم يرسل أطفاله الى المدرسة حسب ما بثته التقارير الأكاديمية التي لم يظهروا فيها منذ بداية العام الدراسي.
وفي تفاصيل جديدة لسيناريو فاجعة نهاية الأسبوع المنصرم، فإن رجال المطافئ الذين هرعوا إلى منزل الأسرة المغربية بناء على تبليغ من الجيران الذين حاولوا إنقاد ما يمكن إنقاذه، صرح شاهد عيان أنه إثر عودته من إيصال ابنه للمدرسة على الساعة 7:30 لاحظ رفقة جار آخر يقطن بالطابق الأول أن هناك انبعاث لأدخنة من الطابق الرابع مصدرها شقة الأسرة المغربية، وحين وصول رجال المطافئ عثروا على الأب جثة هامدة جراء اختناقه بينما كان أطفاله الأربعة والمتراوحة أعمارهم مابين 3 و11 سنة، في صراع مع الموت نتيجة اختناقهم، وبعد نقلهم إلى المستشفى تم الإعلان عن موت ثلاثة منهم، في الوقت الذي كان فيه الأطباء يحاولون إنقاذ الطفلة البالغة من العمر 5 سنوات، بعدما تم نقلها إلى مستشفى الأطفال بمدينة ميلانو لتأتي أخبار وفاتها في المساء.
هذا وبعد الضجة الكبرى التي خلفها الحادث بالديار الإيطالية وخاصة بين أوساط المهاجرين المغاربة، عقب دفن أطفاله وفق طقوس الكنيسة الإيطالية، خرج أحد المهاجرين المغاربة بإيطاليا، ليكشف تفاصيل جديدة عن الحادث، من خلال شريط فيديو، حيث أكد في روايته استنادا إلى تصريحات شهود عيان، أن الرجل لم يمت حرقا كما تم تداوله من قبل، بل مات اختناقا، بعد أن حاول لفت انتباه الجميع إلى مشاكله الاجتماعية التي ظل يتكبدها في صمت، منها قصة زوجته التي مرضت قبل أن تصاب بمرض نفسي ويتم إيداعها في مستشفى للأمراض العقلية.
وكشف مهاجر مغربي يقطن بنفس الحي لـ “أصداء المغرب العربي”، أنه بالإضافة للمشاكل المذكورة، هناك فقدانه للشغل وعدم قدرته على تدبير مصاريف بيته وهو المؤشر الذي كان ينذر بفقدان حضانة أبنائه، وبحسب شهادة صاحب الفيديو والتصريح الصوتي، أن المرحوم عمد إلى إضرام النار في بعض الجرائد القديمة بهدف لفت الانتباه بعدما تم إهماله من طرف السلطات الإيطالية وكذا السلطات المغربية هناك، غير أن قوة الحريق تسبب في اختناق الأطفال، ما عجل بوفاتهم، وفي الوقت الذي ظل يصرخ من شرفة منزله طالبا النجدة، مما أغمي عليه هو الآخر وظل يكابد الأمر إلى أن مات متأثرا بقوة الاختناق.